على الرغم من تعدد زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دول عدة في جولته العربية، وضيق الوقت قبيل المشاركة في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، إلا أنها أدرجت ضمن جدولتها زيارة تونس، لأهميتها بالنسبة للمملكة العربية السعودية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي خالد الزعتر أن الجولة العربية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأتي في إطار المساعي والثوابت السعودية لتعزيز العمل العربي المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق مع الدول العربية.
وقال الزعتر لـ«عكاظ»: «بالنسبة لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تونس نجد أن هناك ملفين مهمين في هذه الزيارة الملف الأول هو مكافحة الإرهاب، خصوصاً أن تونس سعت للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وتعد أيضاً عضو في التحالف الإسلامي العسكري الذي سعت المملكة العربية السعودية إلى تأسيسه فقد سبق وأعرب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن مساندة تونس ودعمها الكامل للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ولذلك فإن هذه الزيارة ستركز على أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب، بخاصة في ظل ما تعانيه تونس في ملف الإرهاب وهناك عودة للتفجيرات الإرهابية في الشارع التونسي، كما أن الحدود التونسية مع ليبيا يضع تونس أمام خطر تدفق الجماعات الإرهابية في ظل حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا».
وأضاف أن التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين سيمكن تونس من الاستفادة من التجربة والخبرات السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، وفتح فرص أوسع للتبادل التجاري والاستثماري سيمهد الطريق أمام تونس لأن تتمكن من معالجة أزماتها الداخلية، ما يقود إلى ضمان استقرارية الدولة التونسية، كما أن تونس تعد واحدة من الدول الفاعلة في التسوية السياسية للأزمة الليبية لذلك فإن الزيارة لولي العهد السعودي إلى تونس لا تقتصر فقط على العلاقات الثنائية وإنما تمتد إلى الصعيد العربي والاهتمام السعودي بمعالجة الأزمات العربية وتطوير العمل العربي المشترك.
وتابع الزعتر: «الملف الآخر هو المواجهة مع إيران بخاصة في ظل الاهتمام الإيراني بتعزيز العلاقة مع تونس، ففي ظل العزلة الدولية التي تعيش إيران على أعتابها، سعى الرئيس الإيراني لإرسال مبعوث خاص إلى الرئيس التونسي في مبادرة تستهدف تعزيز العلاقات، ولذلك فإن الملف الإيراني ربما يكون في تقديري أحد أهم الملفات المطروحة على طاولة القمة السعودية التونسية، وبخاصة في ظل دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، وفي ظل إصرار السعودية على عزل إيران وتغيير سياساتها في المنطقة، وقد يشهد توافق سعوديا تونسيا على ذلك».